الصفحات

الاثنين، 6 يناير 2014

معا للدفاع عن حقوق اللاجئين الروهنجيين

يفر الآلاف من الروهنجيا في كل عام من بورما بسبب أعمال العنف وممارسات الحكومة التعسفية معهم، ‏حيث لا يجدون سوى ‏قوارب متهالكة يلتمسون اللجوء عبرها إلى بنجلاديش، وإندونيسيا، وتايلاند، وماليزيا، ‏واستراليا للحصول على الحرية والوظائف ‏وسبل العيش الكريم.‏
وقد ازداد عدد  اللاجئين الروهنجيين في العام الماضي بسبب الاضطرابات وأعمال العنف التي اندلعت ‏في ولاية أراكان الواقعة ‏غرب ميانمار في يونيو حزيران 2012، مما ينذر بخطر وشيك وعبئ متزايد ‏على الدول التي التجأوا إليها.‏

وتشير بعض التقديرات الغير رسمية أن عدد اللاجئين الروهنجيين بلغوا أكثر من مليوني روهنجي، ‏يعيشون خارج الوطن في ‏ظروف وبيئات مختلفة، حيث يعيش أكثرهم في ظروف صعبة، مع وجود معاناة ‏في الحصول على الطعام والدواء والماء ‏والمسكن والعمل.‏
ولم تهتم معظم الحكومات والمنظمات الدولية باللاجئين الروهنجيين حق العناية، حيث اعتبرت أقل من ‏نصف هذا العدد كلاجئين، ‏بينما أهملت البقية كما هو الحاصل في بنجلاديش، وبالتالي فهم محرومون من ‏الرعاية الصحية والبرنامج التعليمي والحصول على ‏الوظائف والعمل.‏
كما عاملت بعض الحكومات اللاجئين الروهنجيين كأنهم مذنبين يستحقون العقاب بسبب دخولهم البلاد ‏بطرق غير نظامية، فأودعتهم ‏في السجون والمعتقلات، وبنت لهم مساكن تشبه حظائر الحيوانات، كما هو ‏الحاصل في تايلند.‏

ولعل الأوفر حظاً من هؤلاء هم الذين التجأوا إلى بعض الدول التي وقعت معاهدة جنيف المبرمة عام ‏‏1951م، كالدول الأوروبية ‏واستراليا وأميركا، فاستقبلتهم بترحاب، ووفرت لهم المسكن والمصروفات، ‏وهيأتهم لهم لظروف العمل مع الاهتمام بتعليم أفراد ‏أسرهم ورعايتهم صحياً واجتماعياً.‏
ومن المحزن أن معظم الدول العربية والإسلامية لم توقع على معاهدة جنيف، مما يعني أنها غير ملزمة ‏قانوناً بتوفير أي رعاية ‏لللاجئين الروهنجيين، ولكن الأمر الذي ينبغي إدراكه من الجميع أن الجانب ‏الأخلاقي يمثل نقطة جوهرية في هذا الشأن، فهي وإن ‏لم توقع على المعاهدة؛ فإنها ملزمة أخلاقياً ودينياً ‏برعاية اللاجئين وتقديم العون والمعونة لهم، والأخذ بأيديهم حتى ينالوا حقوقهم ‏في وطنهم المسلوبة كاملة وغير ‏منقوصة.‏


إن من المؤسف حقاً أن تلتزم دول الغرب بحقوق البشر الذين يتعرضون لحروب وكوارث، ولا نجد هذا ‏التزام من دول تؤمن ‏بالشريعة الإسلامية كمنهج ودستور، وقد أمر الشارع الحكيم بمد يد العون والمساعدة ‏لمثل هؤلاء، وإعانتهم والوقوف معهم ‏وتسهيل سبل العيش الكريم لهم، والدفاع عنهم ومساعدتهم كي ‏يستطيعوا دفع الظلم عنهم واستعادة حقوقهم، فهل أصبح بلاد الغرب ‏تؤمن وتعمل بروح الإسلام أكثر من ‏المسلمين؟! وهل أصبحت تلك الدول تطبق الإسلام عملياً أكثر من المسلمين؟! لماذا يجد ‏اللاجئ ‏الروهنجي المسلم العنت والمشقة في البحث عن لقمة العيش وسبل العيش الكريم؟! لماذا نعتبرهم عالة ‏علينا في حين ‏يعتبرهم الغرب أناساً نافعين في المجتمع؟!‏

لماذا لا تقتدي الدول كافة بالمواقف الداعمة لبعض الدول كالمملكة التي تدعم قضية هؤلاء اللاجئين في كل المحافل.
أسئلة باتت تؤرق كل مسلم غيور على دينه وأمته.‏

وكالة أنباء الروهنجياالإثنين | 24/06/2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق