الصفحات

الأحد، 14 نوفمبر 2010

محمد عبده يماني الرجل الشهم

تتفاخر الأمم بزعمائها وأبطالها ورجالها الأفذاذ، وفي تاريخنا الإسلامي المجيد شامات على جبين الأمة يحق لأبنائها التفاخر بهم بين الأمم، ولاشك أن على رأسهم رسول الأمة محمد صلى الله عليه وسلم، ثم من بعده صحابته الكرام رضوان الله عليهم وسلف هذه الأمة من القادة والعلماء.
وإن ممن نعتز بهم ونفخر بين الأمم هو المفكر الإسلامي معالي الوالد الدكتور محمد عبد يماني رحمه الله تعالى، راعي الأيتام والمساكين وأصحاب العوز والحاجة، حيث فقدت بلادنا الغالية هذا العلم من أعلام العلم والدعوة والإعلام والثقافة، وهو عالم سخر نفسه للدعوة إلى الله تعالى، وإلى محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلى إغاثة الملهوف، وتفريج الكربات، ومساعدة المحتاجين، فقد شهد له بتلك الأعمال أهل العلم والفضل من علماء الأمة الإسلامية، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحداً.
وإن موت العلماء الربانيين خسارة عظيمة للأمة التي تعرف قيمتهم وتدرك أهميتهم، وتعلم ما يترتب على فقدهم، وهو من نقص الأرض بنقص الدين والعلم فيها، وكان الناس ولا يزالون يبكون العلماء الربانيين.
لقد كان معالي الوالد الدكتور رقيق القلب، دمث الأخلاق، طيب الفؤاد، مقداماً إلى الخير، ساعياً في كل ما من شأنه تفريج كربات الناس، والتيسير على المعسرين، وكان لمعاليه وقفات مع المضطهدين من الأقليات والجماعات في العالم الإسلامي وفي مقدمتهم البرماويين، حيث زار مخيمات اللاجئين البرماويين في بنجلاديش، وعمل على تخفيف مصابهم، وتصحيح أوضاع المقيمين منهم في المملكة، فشفع لهم لدى ولاة الأمر، ودعم مدارسهم الخيرية، وساعد طلابها على مواصلة الدراسات العليات في بعض الدول الإسلامية، وحتى في آخر أيامه كان يشفع لهم لدى ولاة الأمر وفقهم الله تعالى.
والحديث عن سيرة شيخ بحجم فقيدنا الكبير رحمه الله يطول به المقام،  ولكن حسبنا أنه ترك وراءه رجالاً يقومون بالعمل الذي كان يقوم به، ولما مات زيد بن ثابت رضي الله عنه قال أبو هريرة رضي الله  عنه: (مات اليوم حبر هذه الأمة ولعل الله يجعل في ابن عباس منه خلفاً)، فنسأل الله أن يجعل في ابنه الدكتور ياسر خلفاً له، وأقترح في هذا المقام تغيير مسمى جمعية إقرأ للعلاقات الإنسانية إلى جمعية محمد عبده يماني للأعمال الخيرية.
حقا إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا لفراق والدنا لمحزونون، ولا راد لقضاء الله وقدره، والحمد لله على كل حال.

عطا الله نور - كاتب صحفي
atanoor805@hotmail.com

الإعلام سلاحنا القادم

تعد قضية الروهنجيين في العالم من أشد القضايا غموضاً على الناس، ذلك أن هذه القضية تفتقد إلى أهم عنصر من عناصر الإثارة والظهور، ألا وهو عنصر الإعلام، حيث إن فقدان الإعلام وعدم إمكانية تفعيله واستخدامه أدى إلى موت هذه القضية في أذهان عقلاء العالم أو حتى إخفاءه لبعض الوقت، وبروز قضايا أقل أهمية منها في الساحة الدولية مما جعلها تأخذ أكبر من حجمها.
والواقع يشهد أن ما تمارسه السلطات البوذية من اضطهاد ضد مسلمي الروهنجيا في أراكان من حرمان للمواطنة، وعمليات التهجير والتشريد، والمحاولات المستمرة للقضاء على هويتهم وثقافتهم الإسلامية، والضرب بالنصوص الشرعية الدولية الخاصة بحقوق الإنسان عرض الحائط ؛ تعتبر أبشع أنواع القهر والظلم على مستوى البشرية، إذ لم يذكر التاريخ الحاضر أن أمةً تعرضت إلى مثل ما يتعرض له الروهنجيين الآن.
والسلطات البوذية استغلت تخاذل الإعلام العالمي عن هذه القضية، وعملت في وضح النهار على فرض مزيد من القيود على المسلمين الروهنجيين في أراكان، وممارسة مزيد من الاضطهاد، وفرض حصار على طول البلاد وعرضها لجعل المسلمين في سجن عام لا يستطيعون الخروج منه أو الدخول إليه البتة.
إن على نشطاء الروهنجيين في العالم تكثيف الجهود الإعلامية، والتواصل مع كبريات وسائل الإعلام العربية والغربية، وتخصيص أوقات معينة في تلك القنوات للتعريف بالقضية والوضع الراهن، وفتح قنوات فضائية تبث بعدة لغات، وإجراء حوارات مع الحقوقيين الدوليين المعنيين بقضيتنا، لممارسة مزيد من الضغط على السلطات البوذية، وفضح ممارساتها أما العالم أجمع.
ويجب علينا كمتعلمين ومهتمين بالإعلام أن نتعاون ونتعاضد بمختلف توجهاتنا واهتماماتنا ونتوحد لمصيرنا الأوحد ولقضيتنا الكبرى أراكان الحبيبة، والله الموفق.

عطا الله نور - كاتب صحفي
atanoor805@hotmail.com


نحو بيئة تربوية وتعليمية خالية من التدخين

 
التدخين آفة خطيرة، وظاهرة سيئة، ابتلي بها كثير من البشر،  وتزايدت نسبتهم في هذا العصر، ولا سيما بين الشباب والمراهقين، لما يشاهدوه من التساهل في أمر هذه العادة المنبوذة من الآباء والمعلمين والمجتمع عامة.

وكما أن التدخين محرم شرعاً ومعصية لله تعالى يعاقب فاعلها، فإنه أيضاً سبب رئيس للإصابة بالسرطان، حتى إن الصحة العالمية ذكرت في أحد تقاريرها أن الوفيات الناتجة عن التدخين أكثر من الوفيات الناتجة عن أي وباء آخر .

والاحصائيات مخيفة جداً تبين تورط المراهقين في التدخين، حيث أشارت إحصائية واردة في الخطة الخليجية لمكافحة التبغ بدول مجلس التعاون الخليجي إلى أنّ المملكة العربية السعودية حلّت في المرتبة الثالثة عالمياً بعدد الأطفال والمراهقين والمراهقات المدخنين بنسبة بلغت 19.3 بالمئة من جملة السكان، بينما وصل عدد المدخنين بالمملكة حوالي 6 ملايين نسمة لتتصدر المملكة المرتبة السادسة عالمياً.

ولهذا حرصت الدولة على مكافحة هذه الظاهر السلبية ومحاربتها؛ فأنشأت عيادات لمكافحة التدخين، وسمحت بإقامة لجان خيرية تقدم خدمة العلاج من التدخين بالمجان، حيث لاقت هذه الخطوة قبولاً واسعاً وترحيباً من جميع شرائح المجتمع، لما لها من أثر إيجابي يعود على الفرد والمجتمع، بل أنشأت في كل مدينة ومحافظة لجان وعيادات متخصصة تقوم بأدوار مهمة في المجتمع، وتنفذ العديد من البرامج من التوعوية التي تحذر من التدخين وتبين طرق الوقاية منه، ومعالجة متعاطيه وفق أحدث الأساليب العلمية، كما تقوم  بجولات للمعاهد والمدارس والجامعات لتوعية الطلاب وتعريفهم بمخاطر هذه الآفة وطرق الوقاية منها .

وبين يدي نشرة إعلامية توضح عناوين عيادات مكافحة التدخين في مدن ومحافظات المملكة وأرقام التواصل معهم.

وإن مما يؤسف له أن عدداً من المثقفين في المجتمع ممن يحملون مشعل النور والهداية للبشرية ابتلوا بهذه العادة الخبيثة، فالمعلمون هم بناة العقول ومربوا الأجيال، والخطأ منهم أقبح والزلل منهم أشنع، فكم من معلم أعطى صورة سلبية للطالب الذي يتلقى منه العلم والأخلاق، بل يقلده في حركاته وسكناته أكثر من والديه، وكم من معلم كان سبباً في تعاطي بعض طلابه التدخين لما شاهدوه يرتكب هذا الجرم، أو اشتموا منه رائحته الكريهة.

وأقترح في هذا الخصوص عمل تواصل وتنسيق بين وزارة التربية والتعليم وبين هذه اللجان والعيادات لتكثيف الزيارة إلى المدارس، ودعوة الطلاب والمعلمين المصابين بهذه الآفة إلى زيارة مقر العيادة في الفترة المسائية لمساعدتهم في ترك هذه العادة الخبيثة، واستقبال الحالات المصابة بهذا الداء من منسوبي التربية والتعليم .

رجاء نرفعه إلى سمو وزير التربية والتعليم الحريص على إيجاد المحاضن التربوية والتعليمية الصحية، وإظهار البيئات التربوية والتعليمية بالمظهر اللائق، والحريص كل الحرص على فلذات أكبادنا من التأثر بمن هو موبوء ومبتلى بهذه العادة السيئة، كي نصل بإذن الله تعالى إلى بيئة تربوية وتعلمية خالية من التدخين، ودمتم بود .

 عطا الله نور – كاتب صحفي
atanoor805@hotmail.com

المصدر : http://www.lojainiat.com/index.cfm?do=cms.con&contentid=48523

الظواهر الصوتية

 
نقل التراث العربي إلينا الكثير من الأمثال العربية التي اعتادت العرب أن تضربها في مختلف الأحداث والوقائع والمناسبات، ومن هذه الأمثال : " أسمع جعجعة ولا أرى طحناً " وهو مثل جاهلي يُضرب لكثير الصخب بلا فائدة.

وإذا أردنا إنزال هذا المثل على واقعنا الحالي نرى بعين البصر والبصيرة أن بعض الناس ألفوا الجعجعة والصخب والضجيج، ورفع الصوت إلى درجة احمرار الوجه وانتفاخ الأوداج، فلا قدموا لأنفسهم نفعاً ولا أنتجوا لمجتمعهم خيراً، وإذا تأملت خطواتهم وأعمالهم تراهم يتحينون كل فرصة للطعن في العامل المجتهد، والنيل منه، وإظهار الشماتة به، فتجد أصواتهم دائماً موجهة ضد أهل البذل والتضحية، وألسنتهم مسلطة على أهل العطاء والاجتهاد، يُلبون مطامعهم الدنيوية، ويشبعون رغباتهم الشيطانية، حبهم للظهور أصمهم وأعمى أبصارهم، ينشطون دوماً في نشر البلبلة والتشكيك في النيات والتقليل من جدوى الجهود التي تُبذل لإصلاح الفرد والمجتمع، يهدفون من وراء ذلك بث الشائعات، بغرض تشويش الأفكار، وإضعاف النفوس، وتوهين قوى أشخاص أو مجتمع أو أمة، يتوهمون أن أفعالهم هذه سوف تثني جهود الباذلين، وتوقف نشاط العاملين، وتحد من همم الطامحين، فهم أناس فارغون يبحثون عما يشغلون به أوقاتهم، أو مغرضون ينفثون من خلال تلك الأراجيف أحقادهم، وينفسون بها عن حسدهم وبغضهم، فلم يجنوا من هذه الجعجعات طحناً، سواء كان هذا الطحن براً أو شعيراً أو حتى تبناً.

فهل عرفتم يا معاشر السادة القراء من هؤلاء؟ وهل فهمتم ماذا أقصد بالظواهر الصوتية؟!!

عطا الله نور – كاتب صحفي
atanoor805@hotmail.com

المصدر : http://www.lojainiat.com/index.cfm?do=cms.con&contentid=47725

العجز في المعلمين وتطلع مواليد الوطن


أوردت صحيفة عكاظ السعودية في عددها 16072 الصادر بتاريخ 18 رمضان 1431هـ تصريحاً على لسان نائب رئيس لجنة التعليم الأهلي والتدريب في مجلس الغرف السعودية الدكتور عبدالرحمن الحقباني، عن وجود عجز في المدارس الأهلية في تخصصي التربية الإسلامية والاجتماعيات يصل إلى أكثر من 2000 معلم، وأوضح أن المشكلة هي «أننا نعاني ندرة في تخصصات يظن المجتمع أن فيها وفرة، كما أنه لا يسمح لنا بالاستقدام عليها، خصوصا في مواد التربية الإسلامية، ولا يمكن تغطيتها من الداخل»، مشيرا إلى أن المدارس الأهلية تئن وتعاني من مشكلات لا يدركها إلا المستثمرون، ... مؤكداً على أن عجز المعلمين في هذين التخصصين يعد من أسباب تدني مستوى المدارس الأهلية، التي أصبحت لا تبحث عن الجودة بقدر بحثها عن معلم الضرورة الذي يغطي العجز، وأبدى الحقباني أسفه من أن «لا وزارة التربية تدرس الموضوع، ولا وزارة العمل تهتم».

وهذا الخبر رغم بساطته على العامة إلا أن له وقعًا كبيرًا على رجال التربية والتعليم، إذ كيف يُستَهلُّ العام الدراسي الجديد والمدارس لم تستكمل عددها وعدتها وبخاصة في كادر المعلم؟!، ويكمن الحل -من وجهة نظري- في أن يتاح المجال لشبيه المواطن –إن صح التعبير- من مواليد الوطن الكريم كي يأخذوا مواقعهم المناسبة من الخارطة التعليمية في هذا الوطن الشامخ، حيث إن هؤلاء المواليد -من الذكور أو الإناث- من كافة الجنسيات هم أبناء أسر قدمت إلى المملكة منذ عقود من الزمن، وأقاموا على ثراها، وألحقوا أبناءهم وبناتهم بالمدارس والمعاهد الحكومية والأهلية، حتى أكملوا دراساتهم الجامعية وتخرجوا منها، مع استكمال كافة متطلبات الدراسة في هذه المرحلة، مما جعلهم مؤهلين للقيام بمهمة التدريس.


وهؤلاء بمرور الزمن وقدم العهد قد انقطعت ارتباطاتهم ببلدانهم، ولا يعرفون تلك البلدان فضلاً عن أن يزوروها ولو لمرة واحدة طوال حياتهم، وحظهم من التعليم إنما نالوه من جامعات هذه البلاد، فهم إذن نتاج هذه البلاد، وإن كان من جميل يمكن أن يردوه فإلى هذا الوطن الذي حظُوا بفرص التعليم فيه، وتقديراتهم ومؤهلاتهم التي يحملونها لا تقل عن مؤهلات أبناء الوطن إن لم تزد عليها ما داموا جميعا استقوا من المناهج نفسها، وهؤلاء عرفوا بولائهم وحبهم وانتمائهم لهذا البلد لا لغيره، فأتمنى أن تتاح لهم الفرص للخوض في ميدان التربية والتعليم، مع تفضيل حفاظ القرآن الكريم منهم، وتخصيصهم بنظام يكفل لهم عدم الترحيل من البلاد بانتهاء الخدمة بناء على أنهم لم يتم استقدامهم من الخارج. وأيضاً فإن في تشغيلهم وإتاحة الفرصة لهم فوائد كبيرة تعود على اقتصاد الوطن وعلى أرباب المدارس الأهلية، إذ إنهم لا يكلّفون رسوم الاستقدام، ولا رسوم الخروج والعودة، ولا يحتاجون إلى تذاكر السفر، ولا يرهقون الوطن باستقدام عوائلهم وذويهم، ولا يحوّلون أموالهم التي يكتسبونها بمقاضاة الرواتب إلى خارج الوطن، بل يصرفونها داخل الوطن بحكم انقطاعهم التام عن بلدانهم الأم، وإقامتهم مع من ينفقون عليهم في هذه البلاد.


إن التجارب - رغم قلتها - تثبت أن فئة المواليد نجحوا بتفوق في مهنة التعليم والتدريس في المدارس الأهلية وبخاصة في منطقة مكة المكرمة، وأنهم لا يقلّون معرفة عن المستقدَمين، بل هم أكثر دراية من المستقدمين بأساليب التعامل مع التلاميذ من أبناء المواطنين بحكم وحدة البيئة والمجتمع، ولو سمح المقام لذكرت أسماء معلمين من هذه الفئة فاقوا أقرانهم وقدموا لمدارسهم إنجازات يفتخر بها كل مواطن، وهم في الوقت نفسه لا يعدون ذلك سوى رد بعض الجميل للتعليم السعودي الذي أنتجهم.


رجاء أرفعه إلى سمو وزير التربية والتعليم بأن يتيح الفرصة لهذه الفئة للإسهام في خدمة الوطن ونمائه ورقيه، فإن أمل هذه الفئة معقود في الله ثم في سموكم الكريم، ورمضان كريم.


عطا الله نور – مكة المكرمة

atanoor805@hotmail.com

المصدر : http://www.lojainiat.com/index.cfm?do=cms.con&contentid=45540

ولم لا نستفيد منهم ؟!


لقد كان سيدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني وزير الداخلية بعيد النظر حينما أصدر توجيهه الكريم للشركات والمؤسسات الأهلية بالاستفادة من البرماويين الذين آووا إلى البلاد بسبب الاضطهاد الحاصل تجاههم في بلادهم وعدم تمكنهم من الرجوع إليه، وتشغيلهم في الأعمال والحرف بدلاً من الاستقدام الذي أثقل كاهل الوطن. والبرماويون -كما عرفناهم- مبدعون في مجالات شتى؛ ففي المجال القرآني تميزوا في حفظ القرآن وتلاوته، وفاقوا أقرانهم من الجنسيات الأخرى، وأصبح أكثر أئمتنا - وبخاصة في شهر رمضان المبارك - منهم، وعرفوا بإتقانهم للقرآن وبحلاوة أصواتهم عند تلاوته؛ ومن أجل ذلك صدر قرار المجلس الأعلى لجمعيات تحفيظ القرآن الكريم بالاستفادة من الحفظة البرماويين في تعليم القرآن الكريم في الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن المنتشرة في أرجاء البلاد بدلاً من استقدام المحفظين من الخارج.

كما تميز البرماويون في المهن والحرف والأعمال اليدوية، حتى عرف العامل البرماوي بأنه أفضل وأجود وأتقن للعمل وأقل تكلفة من الباقين؛ فهم بناؤون وسباكون ودهانون ونجارون وحدادون وعاملو بناء، وهم يجيدون كذلك عمل المجالس العربية والباطرمات والموبيليا التي يعتز ويفتخر كل مواطن بأنها من إنتاج الوطن.

وتميزوا أيضاً في مجال الحاسب الآلي؛ فأكثر محلات الكمبيوترات في مكة وجدة يعمل فيها البرماويون سواء كان في الصيانة أو البيع والشراء، وتميزوا أيضاً في تطبيقات الحاسوب وأعمال السكرتارية المكتبية، وتطبيق البرامج التفاعلية والبرمجية.

ومن تميزهم أيضاً أنهم متقنون للغتنا، ويلبسون الزي الذي نلبسه، ويتكلمون بلغتنا بكل دقة وإتقان، حتى لا تكاد تفرق بيننا وبينهم .

إن إبداع أبناء هذه الجالية - رغم عدم فتح سبل التعليم الكافي لهم - ليدعونا إلى التوقف قليلاً والبحث عن حلول وأفكار لصقل المواهب المتعددة الموجودة فيهم، وفتح المجال العلمي والمعرفي أمامهم كي يتخرجوا أطباء ومهندسين وأساتذة، ومن ثم تتم الاستفادة منهم هنا في بلادنا بحكم انقطاعهم عن بلادهم الأصلية وانقطاع جذورهم عنها، بالإضافة إلى ما يظهر منهم من حب البقاء في هذا البلد وولائهم وسمعهم وطاعتهم لولاة أمرنا، والفداء لهذا الوطن الغالي، كما يلاحظ ذلك من سلوكهم وبرامجهم وفعالياتهم المدرسية وبرامجهم التوعوية والإصلاحية، ، فأين نجد مثل هؤلاء؟!

حقاً لقد كان سمو وزير الداخلية بعيد النظر حينما وجه بالاستفادة منهم، فهل نجد لهذا النداء من صدى وقبول وتطبيق في أرض الواقع، فنستفيد منهم، ونقوم بتوظيفهم وتشغيلهم في الأعمال التي لا تمتهنها أيدي أبناء الوطن؛ فيكون البورمي خير مساعد لابن الوطن في تنفيذ المشاريع. نأمل ذلك في القريب العاجل.

عطا الله نور - مكة المكرمة
atanoor805@hotmail.com

المصدر : http://www.lojainiat.com/index.cfm?do=cms.con&contentid=45056

الثلاثاء، 2 نوفمبر 2010

هل أنصف الإعلام العالمي قضية أرَكان؟

عطا الله نور - كاتب صحفي
في محاولة للإجابة عن هذا السؤال دعوني –أعزائي القراء- أستعرض لكم –بإيجاز- فصول هذه القضية التي أمتدت على مدى قرنين ونصف القرن من الزمان، وما زالت تشهد –حتى يومنا هذا- مزيداً من المعاناة والبؤس والاضطهاد، في ظل الهيمنة العسكرية في ميانمار، حيث وصل الإسلام إلى أركان في القرن الثاني الهجري عام (172)هـ، والثامن الميلادي عام (788)م عن طريق التجار العرب الذين وصلوا ميناء (أكياب ) عاصمة (أركان) في عهد الخليفة الراشد هارون الرشيد "رحمه الله"، فأصبحت أراكان مملكة إسلامية، وتتابع على حكمها ثمانيةٌ وأربعون ملكاً مسلماً على التوالي، في مدة ثلاثة قرون .
وفي عام 1784م أغار ملك بورما "بودابايه" على مملكة أركان واحتلها وصيرها جزءاً من أراضيها، ودمر كثيراً من الآثار الإسلامية؛ من مساجد ومدارس، وقتل العلماء والدعاة، واستمر في اضطهاد المسلمين ونهب خيراتهم، وتشجيع البوذيين الماغ الذين أقاموا مذابح وحشية عديدة راح ضحيتها مئات الآلاف من الروهنجيين العزل، إلى أن جاء الاستعمار البريطاني عام (1824)م، واستمرت المعاناة وأشتدت بعد حصول بورما على الاستقلال في 4 كانون الثاني 1948م، رغم تعدهدها بأن تمنح لكل العرقيات الاستقلال عنها بعد عشر سنوات، ولكن نقضوا عهودهم، ونكثوا على أعقابهم، واستمرت في احتلال أركان بدون رغبةٍ من سكانها المسلمين الروهنجيا والبوذيين الماغ إلى يومنا هذا .
ومنذ ذلك الحين والقضية الأركانية أصبحت في طي النسيان، ولم تبرز وسائل الإعلام العالمية –بجلاء- معاناة هذا الشعب المظلوم، وما يجده من تعب وعنت على يد الطغمة العسكرية البوذية المحتلة، وما يمارس بحقها من اضطهاد وظلم وسلب للحقوق والحريات وحق المواطنة.
وبالرغم من تطور وسائل الإعلام المذهل وتقدمها السريع، حتى أصبح العالم كقرية صغيرة؛ إلا أن هذه الوسائل لم تستطع أو لم تشأ إبراز حقيقة هذه المعاناة لهؤلاء، وهي مازلت خافية على كثير من الأحرار في العالم.
وبالرغم أن وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة تحاول الظهور بمظهر المستقل والحيادي، فإن معظمها -لا سيما- صاحبة التأثير القوي تتبع مباشرة أو مواربة لدول معينة من ناحية التوجيه والتمويل، إذ بات من الصعوبة بمكان لهذه الوسائل الإعلامية أن تبرز ما تشاء دون الحصول على إذن مسبق أو أخذ ضوء أخضر من الجهة التابعة لها ..
وإذا بحثنا عن الأسباب الحقيقية لهذا التكتم الإعلامي والصد الفضائي؛ فإننا نجد أن من أبرز الأسباب كون هؤلاء مسلمون مؤمون بالله رب العالمين، ولوجود مصالح لهذه الدول -التي تتبع لها تلك الوسائل الإعلامية- مع حكومة ميانمار، ولا أدل على ذلك عدم محاولة أو عدم إستطاعة أية وسيلة إعلامية عالمية لدخول إقليم أركان وصياغة تقارير ميدانية عن المعاناة الحقيقية للسكان هناك .
وبما أن الموقف يتطلب منا الإنصاف وإعطاء كل ذي حق حقه والتعامل بمكيال العدل؛ فإن وسائل إعلامية حرة ونزيهة أظهرت بعض معاناة هذا الشعب للعالم، ومن تلك الوسائل: قناة الجزيرة وهيئة الإذاعة البريطانية، فهما أبرز وسيلتين إعلاميتين عالميتين –على حد علمي- أبرزت بعض جوانب القضية الروهنجية الأركانية، وأظهرتا معاناة هذا الشعب المظلوم، وما يلاقونه من مصاعب وكوارث في مخيمات اللاجئين في بنجلاديش وفي بعض الدول المجاورة، ووسائل إعلامية محلية مقروءة في المملكة العربية السعودية أيضاً أظهرت بعض معاناة شعبنا المظلوم، مع اعترافنا بأنه ليس من حقنا مطالبة وسائل الإعلام العربية كي تتحدث عن القضية كون أركان من الدول الخارجة عن دائر الوطن العربي، وبما لديها من قضايا الشرق الأوسط التي تشغل قوائمها البرامجية ونشراتها الإخبارية ..
ولكن السؤال الذي أطرحه: ماذا يجب علينا أن نعمله كي نجعل هذه الوسائل الإعلامية العالمية تهتم بهذه القضية التي تمس أكثر من سبعة ملايين إنسان؟
أترك الإجابة والتعليق لك أيها القارئ الكريم، والسلام ما قبل الختام.

المصدر : موقع أراكان أون لاين