الصفحات

السبت، 24 سبتمبر 2011

إنجازات تُحكى في يوم العز والكرامة

عطا الله نور -كاتب صحفي 
تمر علينا ذكرى اليوم الوطني الحادي والثمانين لتوحيد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه المملكة العربية السعودية ونحن نعيش عهدًا زاخرًا بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه، حيث ازدهر العلم، وتطورت المناهج، وانتشرت الجامعات، وحورب الفساد، وأعطيت المرأة حقها، وضرب أصحاب الفكر الضال في مخابئهم، وشهد البلاد تطورًا مذهلًا في العمران والبناء، كما شهدت مكة المكرمة عامة والحرمين الشريفين خاصة توسعات كبيرة تعد من أكبر التوسعات على مر التاريخ، وإنجازات مذهلة تمثلت في مشروع قطار المشاعر، وجسر الجمرات، وساعة مكة، وغيرها من الإنجازات الكبيرة التي يسطره التاريخ بماء الذهب، وترويها الأجيال للأجيال المتعاقبة.
ونحن في يوم توحيد هذا الكيان الشامخ، ويوم إعلان دولة التوحيد التي قامت على كتاب الله وسنة نبيه المطهر صلى الله عليه وسلم نستلهم الحكم والعبر والدروس من ذلك القائد الفذ الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، فقد استطاع بحنكته وسياسته ودهائه وقبل ذلك بتوفيق الله تعالى أن يوحد شتات هذا الكيان العظيم ويجمع قبائلها المتناثرة على السمع والطاعة لله ولكتابه ولرسوله ولإمام المسلمين، فأصبحوا مجتمعين بعد أن كانوا مفترقين، ومتعاونين متآخين بعد أن كانوا متناحرين متقاتلين. إن اليوم الوطني للمملكة مناسبة غالية على نفوس كل مواطن ومقيم على هذه الأرض الطاهرة، وكلنا نفخر بهذا الوطن المعطاء الذي قدم للعالم أجمع أنموذجًا للدولة الإسلامية الحديثة، التي تقوم على الالتزام بشرع الله وتطبق أحكامه وتعاليمه ومثله وقيمه ومبادئه في جميع مناحي الحياة، وعلى مبادئ الإنسانية بأبهى صورها من الخير والعدل والتسامح للبشرية جمعاء، ونتمنى مزيدًا من التقدم والبناء والازدهار والتوفيق لقائد هذه المسيرة المباركة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني، والشعب السعودي الكريم، ونتمنى التوفيق إلى ما فيه خير وعز وصلاح البلاد والعباد، ودمت يا وطن العز شامخًا عزيزًا ونحن جنودك المخلصون في ظل راية التوحيد والقيادة الحكيمة.

المصدر :
صحيفة الندوة - الخميس 24 / 10 / 1432هـ ص 11
صحيفة مكة الإلكترونية السبت 26 / 10 / 1432هـ
صحيفة المدينة - الأحد 27 / 10 / 1432هـ ص 20

الثلاثاء، 20 سبتمبر 2011

التقويم المستمر .. ماله وما عليه

 عطا الله نور - كاتب صحفي


الجدل مستمر حول التقويم المستمر في المرحلة الابتدائية، فبعض التربويين يرون أنه هو الحل الناجع لمعرفة مستوى اتقان الطلاب للقيم والمهارات، والبعض الآخر يرى أن فيه الكثير من السلبيات التي سوف تظهر في شخصية الطالب التربوية والتعليمية في المستقبل!
ومن وجهة نظري المتواضعة أرى أن الفكرة في أصلها فكرة متميزة، وهو كنظام جيد، ففيه من الإيجابيات الشيء الكثير في حالة استيعاب المعلمين لأهدافه، وإتقانهم لطرقه وآلياته، وإدراكهم لأهمية هذا النظام.
وهذا النظام حدَّ كثيراً من سلبيات الاختبارات، وقضى على حالة الرعب الذي كان يصاب الطالب أيام الاختبارات، وألغى حالة الاستنفار الذي تحصل للأسرة في تلك الأيام العصيبة، إضافة إلى أنه قضى بالكلية على الدروس الخصوصية.
ولكن في الجانب المقابل ظهر كثير السلبيات في هذا النظام، فهو يساوي بين الطالب الممتاز والطالب الضعيف، فالطلاب جميعاً في نهاية السنة سواسية ينتقلون من صف إلى صف دون أدنى تمييز بينهم لا في التقدير ولا في الدرجات وهذا فيه ضياع لجهد الطلاب المتفوقين، وبالتالي قضى على روح التنافس بين الطلاب، ولا يوجد فيه تقدير أو إظهار للمستوى الحقيقي لكل طالب في كل مادة وفق العلامات أو الدرجات، بخلاف النظام السابق الذي يميز بين الممتاز والجيد وغيرهم، ويعرف دقة إجادة كل طالب للمادة والدرجة التي تحصل عليها.
والتقويم المستمر قائم على الاجتهاد الفردي للمعلم، وهو من يقيّم الطالب بمفرده، وربما قيّم طلاب الفصل جميعاً دفعة واحدة، أو ربما استعمل الخلفية السابقة لعدد من الطلاب بأنهم جيدون ولا يحتاجون إلى تقييم، مما يجعلنا نعتقد أنه لا توجد الموضوعية أو المصداقية الكافية، ولهذا أرى أن الحكم بإتقان الطالب لهذه المهارات حكم غير دقيق ويحتاج إلى مراجعة شاملة.
كما أن التقويم المستمر أدى إلى حدوث الاتكالية والكسل لدى الطالب لأنه يعرف أنه إن لم يتقن المهارة اليوم فإنه يعطى فرصة ثانية وثالثة ورابعة، ويعتقد أن أمامه متسع من الوقت، مما أدى إلى تدني مستويات الطلاب والطالبات وبخاصة في المرحلة الابتدائية، إضافة إلى عدم إتقان عدد من المعلمين لعملية التقييم وعدم استيعابهم لأهدافها، إذ يظن غالبية المعلمين وأوليا أمور الطلاب بأن نظام التقويم وضع لعدم إعادة الطالب للسنة الدراسية، وأعلم أن الوزارة عقدت ورش عمل كثيرة وموسعة للمختصين في هذا المجال لدراسة نظام التقويم المستمر، وهناك قناعة لدى كثير من القياديين التربويين في الوزارة بإلغاء هذا النظام في القريب العاجل.

المصدر : موقع مدارس عبد الرحمن فقيه النموذجية بمكة المكرمة