عطا الله نور - كاتب صحفي
يذكر الفلاسفة وعلماء التربية بأن الإبداع من المفاهيم المحيرة التي لا يوجد لها تعريف موحد يحظى بالقبول به في مختلف الدوائر النفسية في العالم، حيث إنهم أجروا عبر العصور المختلفة مقاربات كثيرة لمفهوم الإبداع وما هيته، ووصلوا إلى نتيجة استحالة حبس " الإبداع " في تعريف موحد مهما كان معجزاً ودقيقاً.
وإذا حاولنا جدلاً أن نعرف الإبداع بالمفهوم البسيط فإننا نقول: بأنه عملية تركيبية بين سهولة في التنفيذ وارتفاع في الجودة وروعة في الإخراج، وعليه فإن أي عمل يجمع بين الخصائص الثلاث فإنه يستحق أن نطلق عليه بأنه عمل مبدع.
ودعونا ننزل هذا التعريف على أرض واقع هذا الصرح التربوي والتعليمي مدارس عبدالرحمن فقيه النموذجية فإننا نكاد نجزم بأنه يستحق أن يطلق عليه مشروع ابداعي من الطراز الأول، حيث إنه جمع بين سهولة في تنفيذ المشروع، وارتفاع في جودة كل مرفق من مرافقه، وروعة في إخراج صورة ومظهر البناء.
وإذا تعمقنا أكثر وجدنا أن هناك إمكانات مادية وبشرية هائلة في هذه المدارس، والتقنية المستخدمة في العلمية التربوية والتعليمية تقنية عالية المستوى، وهي أحدث ما توصلت إليه العلم الحديث، فهناك فصول ذكية وإلكترونية ومعامل علمية ومراكز لتعليم الرياضيات والعلوم بطرق تفاعلية ومراكز للاستراتيجيات ونوادي لتعليم اللغة الإنجليزية للتعليم بأساليب إبداعية ومركز لصعوبات التعلم والتربية الخاصة ومكتبة متخصصة وورش مهنية ومرافق علمية وتربوية ورياضية، إضافة إلى تهيئة كل الظروف لإنتاج طالب مبدع متميز، مع وجود رعاية خاصة للموهوبين، وتشجيع الطلاب أصحاب المواهب على الابتكار والاختراع.
ومن أجل ذلك تم إنشاء النادي العلمي بالمدارس لتحقيق هذا الهدف السامي، مع تذليل كافة العقبات والصعوبات التي تعترض الطالب في إخراج فكرته للوجود، وجميع الكوادر الإدارية والفنية في المدارس مسخرة لخدمة الطالب الذي يحمل أفكاراً نادرة يستفيد منها المجتمع.
ولا أدل على ذلك قول المفكر الإسلامي الأستاذ الدكتور زغلول النجار بعدما زار المدارس واطلع على الإمكانات حيث سجل بقلمه في سجل الزوار : "سعادتي نابعة من جمال المبنى مع بساطته والأخذ بأحدث التقنيات المعاصرة".
حقاً إن بيئة مدارس عبد الرحمن فقيه النموذجية بيئة إبداعية تنمي في الطالب وكل من ينتسب إليها روح الإبداع والعمل على تقديم كل ما هو متميز ومبدع.
المصدر : موقع مدارس عبد الرحمن فقيه النموذجية بمكة المكرمة