الصفحات

الأربعاء، 16 مارس 2011

البيئة الإبداعية

عطا الله نور - كاتب صحفي

يذكر الفلاسفة وعلماء التربية بأن الإبداع من المفاهيم المحيرة التي لا يوجد لها تعريف موحد يحظى بالقبول به في مختلف الدوائر النفسية في العالم، حيث إنهم أجروا عبر العصور المختلفة مقاربات كثيرة لمفهوم الإبداع وما هيته، ووصلوا إلى نتيجة استحالة حبس " الإبداع " في تعريف موحد مهما كان معجزاً ودقيقاً.
وإذا حاولنا جدلاً أن نعرف الإبداع بالمفهوم البسيط فإننا نقول: بأنه عملية تركيبية بين سهولة في التنفيذ وارتفاع في الجودة وروعة في الإخراج، وعليه فإن أي عمل يجمع بين الخصائص الثلاث فإنه يستحق أن نطلق عليه بأنه عمل مبدع.
ودعونا ننزل هذا التعريف على أرض واقع هذا الصرح التربوي والتعليمي مدارس عبدالرحمن فقيه النموذجية فإننا نكاد نجزم بأنه يستحق أن يطلق عليه مشروع ابداعي من الطراز الأول، حيث إنه جمع بين سهولة في تنفيذ المشروع، وارتفاع في جودة كل مرفق من مرافقه، وروعة في إخراج صورة ومظهر البناء.
وإذا تعمقنا أكثر وجدنا أن هناك إمكانات مادية وبشرية هائلة في هذه المدارس، والتقنية المستخدمة في العلمية التربوية والتعليمية تقنية عالية المستوى، وهي أحدث ما توصلت إليه العلم الحديث، فهناك فصول ذكية وإلكترونية ومعامل علمية ومراكز لتعليم الرياضيات والعلوم بطرق تفاعلية ومراكز للاستراتيجيات ونوادي لتعليم اللغة الإنجليزية للتعليم بأساليب إبداعية ومركز لصعوبات التعلم والتربية الخاصة ومكتبة متخصصة وورش مهنية ومرافق علمية وتربوية ورياضية، إضافة إلى تهيئة كل الظروف لإنتاج طالب مبدع متميز، مع وجود رعاية خاصة للموهوبين، وتشجيع الطلاب أصحاب المواهب على الابتكار والاختراع.
ومن أجل ذلك تم إنشاء النادي العلمي بالمدارس لتحقيق هذا الهدف السامي، مع تذليل كافة العقبات والصعوبات التي تعترض الطالب في إخراج فكرته للوجود، وجميع الكوادر الإدارية والفنية في المدارس مسخرة لخدمة الطالب الذي يحمل أفكاراً نادرة يستفيد منها المجتمع.
ولا أدل على ذلك قول المفكر الإسلامي الأستاذ الدكتور زغلول النجار بعدما زار المدارس واطلع على الإمكانات حيث سجل بقلمه في سجل الزوار : "سعادتي نابعة من جمال المبنى مع بساطته والأخذ بأحدث التقنيات المعاصرة".
حقاً إن بيئة مدارس عبد الرحمن فقيه النموذجية بيئة إبداعية تنمي في الطالب وكل من ينتسب إليها روح الإبداع والعمل على تقديم كل ما هو متميز ومبدع.

المصدر : موقع مدارس عبد الرحمن فقيه النموذجية بمكة المكرمة

الأحد، 6 مارس 2011

عودة المليك أفرحت المواطن والمقيم


عطا الله نور - كاتب صحفي

لم يكن من المستغرب أن يشارك المقيمون في الاحتفالات التي تشهدها البلاد طولاً وعرضاً بعودة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه من رحلته العلاجية مثلهم مثل المواطنين الذين انتشوا فرحاً بعودة قائدهم ومليكهم، حيث شاهدنا عبر أثير الشاشات تلاحم كل سكان الوطن من مواطنين ومقيمين، وابتهاجهم بهذه المناسبة السعيدة التي أدخلت السرور في كل بيت من بيوت الوطن.
ذلك لأن خادم الحرمين الشريفين عرف بخصائص فريدة قلما نجدها في غيره من زعماء العالم، فهو ملك الإنسانية الذي شمل خيره العالم أجمع، وهو رائد الإصلاح والتغيير نحو المستقبل المشرق بإذن الله تعالى، وهو الأب الرحيم العطوف على مواطني بلده والمقيمين فيه، وهو زعيم الأمتين العربية والإسلامية والرمز الذي يكن له الجميع الاحترام والحب والتقدير.
وهؤلاء المقيمين وعلى وجه الخصوص مواليد هذا الوطن يكنون لخادم الحرمين الشريفين ولهذا الوطن الحب والولاء والفداء، بحكم ولادتهم على هذه الأرض الطاهرة العزيزة على قلب كل مسلم، حيث إنهم لم يعرفوا غير هذا البلد وطناً، ولم يعرفوا غير ترابها أرضاً يسكنون فيها، ولا سماء غير سماءها يستظلون بظلالها، ولا علماً يفتخرون ويعتزون به كما يفتخرون بعلم هذا الوطن الذي يحمل كلمة الشهادة وسيف الحق، لذا لا يستغرب منهم مشاركتهم في هذه الاحتفالات وإقامة مناسبات خاصة بهم بعودة مليكهم المفدى.
وهذا هو الشيء الذي فعلته الجالية الأركانية البرماوية عندما أقامت منظومة من البرامج الاحتفالية بمناسبة عودة خادم الحرمين الشريفين إلى أرض الوطن سالماً معافى، حيث أقامت ملتقىً رياضياً تحت عنوان: "ما دمت بخير فحنا بخير" وهو شعار مقتبس من كلمة قالها خادم الحرمين الشريفين لأهل الوطن: "ما دمتم بخير فأنا بخير"، وكذلك أقاموا مرسماً فنياً لطلاب المدارس وشباب الجالية تحت عنوان: "رسمة ولاء بخطوط الوفاء" يبدعون فيها برسومات وخطوط تعبر عن ما تكنه صدورهم من حب وتقدير لولي الأمر والوطن، واحتفالات في الأحياء التي تسكنها الجالية في مكة وبعض مدن ومحافظات المملكة، وتزيين لمداخل الأحياء التي يسكنون فيها بلوحات التهنئة بعودة خادم الحرمين الشريفين، ورفع برقيات التهاني والتبريكات عبر موقع ومنتدى الجالية، حيث قدموا فيها تهنئتهم لجميع أفراد الأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي النبيل والأمتين العربية والإسلامية على عودة خادم الحرمين الشريفين وملك الإنسانية إلى أرض الوطن سالماً معافى بعد الرحلة العلاجية، داعين الله تعالى بأن يجمع على يدي خادم الحرمين الشريفين كلمة الأمتين العربية والإسلامية.
وكل هذه الفعاليات التي أقامتها الجالية البرماوية وغيرها من الجاليات المقيمة هنا لتعبر عن صدق انتمائهم لهذا الوطن، وعن حقيقة ولاءهم لولاة أمرها وفقهم الله تعالى وسدد على طريق الخير خطاهم .

المصدر :
جريدة المدينة – الأحد 1 / 4 / 1432هـ - 6 / 3 / 20011م